كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



فأسر الطبيب إليه: إن أخاك سيموت.
فمات بعد يوم واستولى الأشرف على أرمينية.
وكان مليح الهيئة حلو الشمائل قيل: ما هزمت له راية.
وكان له عكوف على الملاهي والمسكر- عفا الله عنه- ويبالغ في الخضوع للفقراء ويزورهم ويعطيهم ويجيز على الشعر ويبعث في رمضان بالحلاوات إلى أماكن الفقراء ويشارك في صنائع وله فهم وذكاء وسياسة.
أخرب خان العقيبة وعمله جامعا (1) .
قال سبط الجوزي (2): فجلست فيه وحضر الأشرف وبكى وأعتق جماعة وعمل مسجد باب النصر ودار السعادة ومسجد أبي الدرداء وجامع جراح وداري الحديث بالبلد وبالسفح والدهشة وجامع بيت الأبار.
قال سبط الجوزي (3): كان الأشرف يحضر مجالسي بحران وبخلاط ودمشق وكان ملكا عفيفا قال لي: ما مددت عيني إلى حريم أحد ولا ذكر ولا أنثى جاءتني عجوز من عند بنت صاحب خلاط شاه أرمن بأن الحاجب عليا (4) أخذ لها ضيعة فكتبت بإطلاقها.
فقالت العجوز: تريد أن تحضر بين يديك.
فقلت: باسم الله فجاءت بها فلم أر أحسن من قوامها ولا أحسن من شكلها فخدمت فقمت لها وقلت: أنت في هذا البلد وأنا لا
__________
(1) قال شعيب: ولا يزال عامرا إلى يومنا هذا ويسمى جامع التوبة ويقع شمال الجامع الأموي والمحلة التي فيها المسجد تسمى العقيبة.
(2) مرآة الزمان: 8 / 714.
(3) نفسه: 8 / 711- 712.
(4) هكذا في الأصل المخطوط ومرآة الزمان وصوابها: " عليا ".